البلد : الجنس : المساهمات : 11609نقاط النشاط : 15633
موضوع: رسالة مبكية من الحسن البصري إلى كل عضو الثلاثاء 11 يونيو 2019 - 2:09
[size=22]رسالة مبكية من الحسن البصري إلى كل عضو
أرجو من الجميع قراءة هذه الرسالة المؤثرة جدا من أجمل ما قرأت
• يا ابن آدم عملَك عملَك ، فإنما هو لحمك و دمك فانظر على أي حال تلقى عملَك . • إن لأهل التقوى علاماتٍ يُعرَفون بها :صدقَ الحديث ووفاءً بالعهد وصلةَ الرحم و رحمةَ الضعفاء وقلةَ المباهاة للناس و حسنَ الخُلُق، وسعَةَ الخُلُقِ فيما يقرب إلى الله
• يا ابن آدم إنك ناظر إلى عملك غدا يوزن خيره وشره، فلا تَحْقِرَنَّ من الخير شيئا و إن صغر، فإنك إذا رأيته سرك مكانُه. ولا تَحْقِرَنَّ من الشر شيئا، فإنك إذا رأيته ساءك مكانُه. فإياك و مُحَقَّراتِ الذنوب.
• رحم الله رجلا كسب طيبا و أنفق قصدا و قدم فضلا ليوم فقره و فاقته. • هيهات .. هيهات ذهبت الدنيا بحال بالها وبقيت الأعمال قلائدَ في أعناقكم • أنتم تسوقون الناس والساعة تسوقكم و قد أُسْرِعَ بخياركم فماذا تنتظرون ؟!!
• يا ابن آدم بع دنياك بآخرتك .. تربحهما جميعا و لا تبيعَنَّ آخرتك بدنياك ..فتخسَرَهما جميعا. • يا ابن آدم إنما أنت أيامٌ ! كلما ذهب يوم ذهب بعضُك فكيف البقاء ؟!• لقد أدركتُ أقواما ما كانوا يفرحون بشئ من الدنيا أَقْبَلَ، و لا يتأسفون على شئ منها أَدْبَرَ، لَهِيَ كانت أهونَ في أعينهم من التراب فأين نحن منهم الآن ؟!
• إن المؤمن لا تراه إلا يلوم نفسه يقول : ما أرَدْتُ بكلمتي ؟ يقول : ما أردت بأُكْلَتي ؟ يقول : ما أردت بحديث نفسي ؟ فلا تراه إلا يعاتبها. • أما الفاجر - نعوذ بالله من حال الفاجر - فإنه يمضي قُدُما و لا يعاتب نفسه حتى يقع في حفرته وعندها يقول : يا ويلتى ...يا ليتني ..يا ليتني ..ولاتَ حين مَنْدَم !!!
• يا ابن آدم إياك و الظلمَ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، و ليأتين أناس يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال فما يزال يؤخذ منهم حتى يبقى الواحد منهم مفلساً ثم يسحب إلى النار ؟ • يا ابن آدم إذا رأيت الرجل ينافس في الدنيا..فنافسه في الآخرة.
• يا ابن آدم نزّه نفسك، فإنك لا تزال كريما على الناس و لا يزال الناس يكرمونك، ما لم تَتَعاطَ ما في أيديهم فإذا فعلت ذلك استخفّوا بك و كرهوا حديثك و أبغضوك. • أيها الناس أحبّوا هَوْنا و أبغضوا هونا فقد أفرط أقوام في الحبحتى هلكوا، و أفرط أقوام في البغض حتى هلكوا .
• أيها الناس لو لم يكن لنا ذنوب إلا حب الدنيا لخشينا على أنفسنا منها، إن الله عز وجل يقول :{ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }( الأنفال : 67 )، فرحم الله امرءاً أراد ما أراد الله عزّ و جلّ . • أيها الناس لقد كان الرجل إذا طلب العلم يرى ذلك في بصره و تَخَشُّعه و لسانه ويده وصلاته وصِلَتِه وزهده، أما الآن فقد أصبح العلم ( مصيدةً ) و الكل يصيد أو يتصيد، إلا من رحم ربك وقليل ما هم.
• توشك العيـن تغيـض، و البحيرات تجفّ، بعضنا يصطاد بعضاً و الـشباك تختلف. ذا يجئ الأمرَ رأسـا وذا يدور أو يَلِفّ. و الصغير قد يَعِفّ و الكبير لا يعف.و الإمام قد يُسِفّ والصغير لا يسف. و الثياب قد تصون و الثياب قد تَشِفّ . و البَغِيُّ قد تُداري سُمَّها و تَلْتَحِف. و الشتات لا يزال يأتلف و يختلف . و الخطيب لا يزال .. بالعقول يستخف . و القلوب لا تزال.. للشمال تنحرف . و الصغير بات يدري.. كيف تؤكل الكتف لا تخادع يا صـديقي بالحقيقة ...اعتـــرف.
• لقد رأيت أقواما..كانت الدنيا أهون عليهم من التراب،و رأيت أقواما يمسي أحدهم و ما يجد إلا قوتا فيقول:لا أجعل هذا كله في بطني، لأجعلن بعضه لله عز وجل، فيتصدق ببعضه وهو أحوج ممن يتصدق به عليه !
• يا قوم إن الدنيا دار عمل من صحبها بالنقص لها و الزهادة فيها سعد بها و نفعته صحبتها . ومن صحبها على الرغبة فيها و المحبة لها شقي بها .و لكن أين القلوب التي تفقه ؟ و العيون التي تبصر ؟والآذان التي تسمع ؟
• أين منكم من سمع ؟!!، لم أسمع الله عزّ و جلّ - فيما عهد إلى عباده و أنزل عليهم في كتابه -رغب في الدنيا أحدا من خلقه ولا رضي له بالطمأنينة فيها و لا الركون إليها، بل صرّف الآيات و ضرب الأمثال : بالعيب لها و الترغيب في غيرها.
أفق يا مغرور تنشط للقبيح و تنام عن الحسن و تتكاسل إذا جدّ الجد !!• القلب ينشط للقبيح .. وكم ينام عن الحسن. يا نفس ويحك ما الذي .. يرضيك في دنيا العفن ؟!... أولى بنا سفح الدموع و أن يجلببنا الحزن.
أولى بنا أن نرعوي أولى بنا لبس ( الكفن). أولى بنا قتل ( الهوى ) في الصدر أصبح كالوثن. فأمامنا سفر طويل ..
بعده يأتـي السكن. إما إلى ( نار الجحيم ) .. أو الجنان : ( جنان عدن ). أقسمت ما هذي الحياة.. بها المقام أو ( الوطن). فلم التلوّن و الخداع ؟ لم الدخول على ( الفتن ) ؟! . يكفي مصانعة الرعاع ..مع التقلب في المحن.
تبا لهم من معشر ألفوا معاقرة ( النتن). بينا يُدَبَّرُ للأمين أخو الخيانة ( مؤتمن)!. تبا لمن يتمـلقون و ينطوون على ( دخن ). تبا لهم فنفاقهم قد لطّخ ( الوجه الحسن). تبا لمن باع ( الجنان ) لأجل ( خضراء الدمن).
• لا يزداد المؤمن صلاحا..إلا ازداد خوفا حتى يقول : لا أنجو ! أما الفاسق فيقول الناس مثلي كثير وسيغفر لي ، و لا بأس علي ، فرحمة الله واسعة والله غفور رحيم ! أكمل يا مغرور ولا تقل : فويل للمصلين
و لكن الفاسق المغرور يخدع نفسه فيؤجل العمل و يتمنى على الله تعالى. • تباً لطلاب الدنيا وهي دنيا !!! و الله لقد عبدت بنو إسرائيل الأصنام بعد عبادتهم للرحمن و ذلك بحبهم للدنيا
• و الله ما صدّق عبد بالنار..إلا ضاقت عليه الأرض بما رحبت و إن المنافق المخدوع :لو كانت النار خلف هذا الحائط لم يصدق بها ..حتى يتهجم عليها فيراها ! • القلوب .. القلوب! إن القلوب تموت وتحيا، فإذا ماتت فاحملوها على الفرائض فإذا هي أحييت فأدبوها بالتطوع .
• المؤمن ... ما المؤمن ؟ و الله ما المؤمن بالذي يعمل شهراً أو شهرين أو عاماً أو عامين، لا و الله ما جعل الله لمؤمن أجلا دون الموت • الذنوب و هل تتساوى الذنوب؟ إن الرجل ليذنب الذنب فما ينساه وما يزال متخوفا منه أبدا حتى يدخل الجنة. • الدنيا .. وهموم الدنيا و التحسر على ما فات جعل الحسرة حسرات. • إن المؤمن إذا طلب حاجة فتيسرت .. قبلها بميسور الله عزّ و جلّ و حمد الله تعالى عليها و إن لم تتيسر .. تركها و لم يتبعها نفسه.
• ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا المؤمن إن أصابته سراء شكر: فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر: فكان خيرا له) . • نعمت الدار كانت ( الدنيا ) للمؤمن، و ذلك أنه عمل قليلاً و أخذ زاده منها إلى ( الجنة ) . و بئست الدار كانت للكافر و المنافق، ذلك أنه تمتع ( ليالي ) و كان زاده منها إلى ( النار ) . { فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ }( آل عمران : 185 )
• إن المؤمن قوّام على نفسه يحاسب نفسه لله عزّ و جلّ و إنما خفّ الحساب يوم الحساب ..على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا و إنما شق الحساب ..على قوم أخذوها من غير محاسبة . • يا قوم تصبروا و تشددوا فإنما هي ليالٍ تعد و إنما أنتم ركب وقوف، يوشك أن يدعى أحدكم فيجيب فيذهب به و لا يلتفت فانقلبوا بصالح الأعمال . • إن هذا الحق قد أجهد الناس و حال بينهم وبين شهواتهم و إنما صبر على الحق من عرف فضله و رجا عاقبته.
• أفق يا مغرور من غفلتك وابك على خطيئتك. إذا خاف ( الخليل عليه السلام ) .. و خاف ( موسى عليه السلام ) ..كذا خاف ( المسيح عليه السلام ) .. و خاف ( نوح عليه السلام) .. وخاف ( محمد صلى الله عليه وسلم) خير البرايا فمالي لا أخاف و لا أنوح ؟! • و يحك يا ابن آدم هل لك بمحاربة الله طاقة ؟! إنه من عصى ربه فقد حاربه !
• يا هذا أدم الحزن على خير الآخرة لعله يوصلك إليه .وابك في ساعات الخلوة لعل مولاك يطلع عليك فيرحم عبرتك فتكون من الفائزين .
• يا هذا رطّب لسانك بذكر الله وندّ جفونك بالدموع ..من خشية الله فوالله ما هو إلا حلول القرار : في الجنة أو النار ليس هناك منزل ثالث من أخطأته الرحمة صار و الله إلى العذاب .
• السنة .. السنة وطّنوا النفوس على حبها وتعظيمها و الحنين إليها فقد جاء في الأثر : لما اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم المنبر ..حنّت الجذع ..كما يحنّ الفصيل إلى أمه و بكت بكاء الصبي !! يا عباد الله ! الخشبة تحنّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقاً إليه ! فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه . • و اعلم يا هذا أن خطاك خطوتان : خطوة لك و خطوة عليك فانظر أين تغدو ؟و أين تروح ؟
• الموت .. الموت { كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ } ( آل عمران : 185 ) ( الأنبياء : 35 ) ( العنكبوت : 57)، يحق لمن يعلم :أن الموت مورده و أن الساعة موعده و القيام بين يدي الله تعالى مشهده يحق له أن يطول حزنه . • يا هذا صاحب الدنيا بجسدك وفارقها بقلبك و ليزدك إعجاب أهلها بها ..زهدا فيها و حذرا منها فإن الصالحين كانوا كذلك .
• { كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ } فضح الموت الدنيا فلم يترك لذي لب فرحا .• و اعلم يا هذا أن المؤمن في الدنيا كالغريب لا يأنس في عزها و لا يجزع من ذلها للناس حال وله حال .
• و احذر ( الهوى ) فشرُ داء خالط القلب : الهوى • و احرص على العلم و أفضل العلم : الورع و التوكل • و اعلم أن العبد لا يزال بخير ما إذا قال.. قال لله و إذا عمل .. عمل لله • واعلم أن أحب العباد إلى الله ..الذين يحببون ( الله ) إلى عباده و يعملون في الأرض نصحا .
• و احذر الرشوة فإنها إذا دخلت من الباب ..خرجت الأمانة من النافذة • و احذر الدنيا فإنه قلّ من نجا منها وليس العجب لمن هلك ..كيف هلك ؟ و لكن العجب لمن نجا ..كيف نجا ؟! فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة و إلا فإني لا أخالك ناجيا . ورغم هذا فالدنيا كلها :أولها و آخرها ما هي إلا كرجل نام نومة فرأى في منامه بعض ما يحب ثم انتبه !!!
• كيف نضحك ؟ و لعل الله قد اطلع على بعض أعمالنا فقال : لا أقبل منكم !! • يا هذا بع دنياك بآخرتك ..تربحهما جميعا . و لا تبع آخرتك بدنياك .. فتخسرهما جميعا .
• يا هذا كفى بالموت واعظا و رب موعظة دامت ساعة ثم تنقضي و خير موعظة ما دام أثرها • نُراعُ إذا ( الجنائز ) قابلتنا و يحزننا بكاء الباكيات كروعة ثلة لمغار سبع فلما غاب:عادت راتعات !!، و السلام[/size]
توقيع : nour aliman
https://wahetaleslam.yoo7.com/
منصورة
البلد : الجنس : المساهمات : 20859نقاط النشاط : 23990
موضوع: رد: رسالة مبكية من الحسن البصري إلى كل عضو الأربعاء 12 يونيو 2019 - 17:42
جزاك الله خير على كل ما تقدمينه لنا جعله الله لك في موازين حسناتك دائما في إننتظار ابداعاتك الجميلة