* أجوبة الأسئلة: س1: هل حقاً ما يقال: بأن فلاناً مسحور وعاد إلى الحياة
السؤال :
نسمع الكثير في أوساط الناس أن فلانا مسحور وأنه خرج بعد أن كان ميتا وأن أهله وذويه يشاهدونه عدة مرات ، إلى أي مدى يمكن أن نحكم على صحة هذا القول ؟
بسم الله الرحمن الرحيم .
الجواب على هذا السؤال ، هذه من الأوهام الباطلة فإن الله تبارك وتعالى وعد كل نفس بالموت ، يقول – سبحانه وتعالى – " كل نفس ذائقة الموت " ويقول لنبيه " إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ " الزمر (30) ويقول سبحانه وتعالى : " كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ " القصص(88) ، ويقول : " كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ " الرحمن (26) فالموت هو مرهون بالسن كما يتصور ، قد يموت الإنسان وهو شاب صغير ، قد يموت وهو في ريعان شبابه ، وزهرة عمره ، ومنتهى قوته ، هكذا اقتضت سنة الله تبارك وتعالى ، إنما هنالك سباق بين الناس في هذا الميدان والغاية هي الوصول إلى الحتف وكل واحد يسعى إلى حتفه بسرعة غريبة ، كما يقول الشاعر في هذه وهو يرثي ولده :
ولقد جريت وما جريت لغاية ** فبلغتها وأبوك في المضمار
الولد بلغ إلى الغاية قبل أن يبلغ الأب لأن سنة الله اقتضت أن يستوفي كل واحد أجله قصيرا كان أم طويلا ، والسحر الذي ذكر في القرآن هو نوعان . سحر هو بمعنى إلقاء العداوات والبغضاء بين الناس حتى يؤدي ذلك إلى التفريق بين المرء وزوجه هذا على كل حال من الفساد في الأرض ، و السحر الآخر ما يكون فيه إيهام الناس ، يتصور الإنسان أنه رأى حركة ولكن ليست هناك حركة ، ويتصور أن هناك طيرا وليس هناك طير ، ويتصور أن هنالك إنسانا وليس هناك. إنسان ، هكذا خيالات ، فالسحر هذا خيال ، كما كان مع سحرة فرعون عندما أرادوا أن يصوروا لموسى – عليه السلام – غير الواقع واقعا ، هكذا السحر الذي ذكر في القرآن ، أما ما يذكره عوام الناس وجهلتهم من أن من السحر ما يكون بأخذ الإنسان وهو حي بحيث يصور أنه ميت ويدفن بدله جذع أو خشبة ، هذا غير صحيح ، وأنا بنفسي تتبعت قضيتين فوجدت القضيتين كذبا ، وصلت إلى هذه الغاية ، إحدى هذه القضايا رجل تصور أن ولده الذي مات في الكويت ودفن هناك أنه حي وادعى أنه ولده وأخبر امرأته بذلك فذهبت إلى الشخص وضلت تقول ولدي ، ولدي ، فظنوا أن الشخص هو بعينه ، وحاولوا أن ينسبوه إليهم وأخيرا جاء الأب والأم معا وأخبروني بهذه القضية وإذ القضية وجدت أن الرجل معروف ومنسوب إلى أبيه وأمه ، هناك من يشهد أنه ابن لهذا الشخص الذي يدعون أنه ساحر وأنه أمسك بهذا الولد وأخيرا ادعوا أن فيه علامات كانت موجودة في ولدهم ، وكادت الشرطة أن يسلموه للمرأة التي تتدعي أنه ولدها لولا أن خال هذا الرجل من الأسرة المالكة اتصل في ذلك الوقت بمحافظ العاصمة ذكر أن هذا ابن خالتي وهو معروف وأخيرا رد إلى أهله .
قضية أخرى ظهر رجل أنه ادعى من العشيرة الفلانية وأنه هو الذي مات قبل نحو عشرين سنة ، وذهب إلى أنه ذلك الميت وادعى أنه ابنها وتقول بأنها اكتشفت العلامات التي كانت في ابنها ، وأخذ يحدث المجتمع عن الكثير من القضايا ، حتى صدق في المجتمع ونشر عنه في المجتمع ونشر عنه في الجريدة مقابلة طويلة ، بعد هذا كله ، الرجل كان له اتصال بامرأة فاسقة وأقام معها علاقة غير شريفة وأدى الأمر أن اتفقا على قتل زوجها والتخلص منه وتم ذلك بمساعدتها ، ورمي في البحر ، وبعد خمسة وعشرين يوما البحر لفظه ، وظهرت الجثة وصار التحقيق في القضية وأخيرا وجد هذا الرجل قتل ذاك الرجل بمعاونة زوجة ذلك التي كانت على قدر من الفسق والانحلال ، على أي حال النتيجة اكتشفت الأمر وسألته بنفسي أثناء المحاكمة أنه قال : اسمي فلان بن فلان الفلاني وأمي فلانة وهي ميتة من سنين ووالدي فلان وهو ميت من سنين ، طيب ما الذي دعاك إلى ما قلته ؟ اكتشفت أمرا غريبا ، وتجد هذه الأمور كثيرا ما تقع ، والشيطان يملي للناس ويصور لهم ونجد من الناس من يتعاونون معه على نشر هذه الأفكار البعيدة عن الحق والحقيقة ، فلا ينبغي لمسلم أن يشك في ذلك قط والله تعالى أعلم .
* س2: كيف تكون المرأة مربية لغيرها بالقرآن؟
السؤال :
هل إخراج الجيل القرآني منصب حول التربية فقط ؟ أم من خلال الانتقال إلى أبناء المجتمع ؟ وكيف تستطيع المرأة أن تبني جيلا قرآنيا من خلال أبناء المجتمع ؟
الجواب :
بالنسبة إلى دور المرأة فهي مؤثرة في بنات جنسها ، فبإمكان المرأة أن تتصل بالأمهات وأن توعيهن وأن تنبهن على حسن تربية أبنائهن ، وبإمكان المرأة أيضا أن تشارك عبر وسائل الدعوة المختلفة بحيث تدعو الجميع ، تدعو الآباء ، تدعو الأمهات ، تدعو المجتمع كله إلى التمسك بالقرآن الكريم ، بإمكانها أن تشارك بالكتابة في شبكة المعلومات العالمية ، بإمكانها أن تبث هذه الأفكار النيرة ، فالله تبارك وتعالى هيأ لها الأسباب فعليها أن لا تفرط في هذه الأسباب .
* س3: تضحية المرأة من أجل الدعوة إلى الله
السؤال :
أنا فتاة رزقني الله زيارة بيته الحرام مرتين ، ذهبت إلى العمرة ثم إلى الحج ، ولكني أعمل في إحدى الشبكات العالمية ولا يوجد فيها نساء غيري ومكاني منعزل عنهم ولا أخالطهم إلا في حدود العمل ، لكن الأمر الذي يزعجني هو أنني لا أرغب في العمل وأفضل أن أكون داعية ولكن أمي – هداها الله – لا توافقني أبدا في أن أترك العمل مع أني والحمد لله غير محتاجة ولكنها تفكر بشكل مادي بحت ولا أدري ما أصنع ؟
الجواب :
ينبغي لهذه الفتاة أن توعِّي أمها أن المادة ليست هي كل شيء ، أولا هناك محافظة على الدين ، ومحافظة على الكرامة والشرف ، والقيام بواجب الدعوة إلى الله – تبارك وتعالى – ثم إن المرأة مكانها الطبيعي أن تكون في بيتها ، فهي المسؤولة عن تربية الأولاد وتنشئتهم ، المهم أن تتأسس أسرة بالزواج الشرعي ثم يترتب على ذلك ما يترتب من الذرية الطيبة وبهذا أرجو أن توفق لما فيه الخير .
* س4: كيف تكون رحلتي مع القرآن ؟
السؤال :
كيف تكون رحلتي مع القرآن ؟ وكيف تكون رحلتي مع التصور القرآني ؟ ورحلتي مع تطبيق أوامر القرآن ؟ ورحلتي مع حفظ كتاب الله ؟ وكل ذلك من أجل تنشئة جيل قرآني ؟
الجواب :
أولا بالنسبة لتصور القرآن على الإنسان أن يهدم كل التصورات الباطلة بإقامة التصور القرآني الصحيح كما فعل ذلك السلف الصالح ، فقد نزل القرآن والناس يعيشون في الأوهام بعيدين كل البعد عن الحقيقة ، كانوا يتخبطون في حياتهم ، كانوا يعبدون الأحجار ، ويقدسون الأشجار ، ويعبدون غير الله – تبارك وتعالى – فالبنسبة لوقتنا هذا هناك أيضا موجات من أمثال هذه الضلالات من يعتقد أن بعض الضر من قبل الجن ، أومن قبل الموتى ، أو من قبل الأشجار والأحجار ، أو من أمثال هذا النوع ، هذه الأمور يجب أن تجتث جميعا ، وأن يكون التصور تصورا قرآنيا ؛ لأن الله وحده هو الذي خلق الخلق وبسط الرزق ، وهو الذي يصرف الأمر بين السماء والأرض وكل ما في الكون لا يخرج عن أمره ، ولا يخرج عن قدرته ولا يخرج عن إحاطته ، ولو أن أهل السماوات والأرض اجتمعوا على نفع أحد لم ينفعوه إلا بشيء كتبه الله له ، ولو اجتمعوا على أن يضروه لم يضروه إلا بشيء كتبه الله عليه ، مع هدم جميع التصورات المنافية للقرآن سواء ما يتعلق بالإيمان بالله أو بالإيمان باليوم الآخر إلى غير ذلك .
بالنسبة لتطبيق أوامر القرآن فإن الإنسان مطالب أن يتحرى مرضاة الله وأن يعمل صالحا ، وتحري مرضاة الله إنما هو بتطبيق ما في القرآن بحيث يشتغل الإنسان بما في القرآن الكريم من الأوامر والنواهي فيتبع الأوامر ويزدجر عن النواهي ، ويبادر إلى ذلك ويؤثر طاعة الله على هوى نفسه .
أما بالنسبة إلى حفظ كتاب الله ، فالحديث الشريف عن النبي – عليه أفضل الصلاة والسلام – يقول مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت ". أي على صاحب القرآن أن يعاهد القرآن دائما بالتلاوة والذكر ، وينبغي لحافظ القرآن أن يتلوه في صلواته لا سيما صلوات الليل للتهجد ، عليه أن يحرص بقراءة أكبر قدر ممكن من القرآن الكريم حتى يترسخ هذا القرآن في ذهنه ، وفي ذاك الوقت يكون صفاء النفس ؛ بسبب عدم شغل البال وهدوء الحركات ، ، فالنفس صافية فيمكن أن تنعكس عليها الأنوار القرآنية ما لا ينعكس في غير ذلك الوقت .
يتبع