البلد : الجنس : المساهمات : 17412نقاط النشاط : 20097
موضوع: خصوصية النبي صلى الله عليه وسلم في تأخير دفنه الثلاثاء 10 ديسمبر 2013 - 18:06
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المعلوم أن من إكرام الميت التعجيل بدفنه ، فبم تفسرون دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد يومين ؟
الجواب : الحمد لله ليس في تأخير دفن جسد النبي صلى الله عليه وسلم الطاهر أي مخالفة لإكرام الميت ، وبيان ذلك من وجوه عدة : أولا : جسد النبي صلى الله عليه وسلم الطاهر في حياته وموته ليس كأجساد بقية البشر ، لا يغيره الموت ولا تصيبه الآفات ، بل هو محفوظ بحفظ الله عز وجل ، جسد شريف طيب طاهر في حياته وفي مماته ، والدليل على ذلك ما رواه البخاري رحمه الله في " صحيحه " (رقم/3667) عن عائشة رضي الله عنها في قصة موت النبي صلى الله عليه وسلم قالت : ( فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَكَشَفَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَبَّلَهُ ، قَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا....إلى آخر الحديث ) وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( لَمَّا اجْتَمَعَ الْقَوْمُ لِغَسْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَيْسَ فِي الْبَيْتِ إِلا أَهْلُهُ : عَمُّهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَالْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ ، وَقُثَمُ بْنُ الْعَبَّاسِ ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ ، وَصَالِحٌ مَوْلاهُ....وَكَانَ الْعَبَّاسُ وَالْفَضْلُ وَقُثَمُ يُقَلِّبُونَهُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَكَانَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَصَالِحٌ مَوْلاهُمَا يَصُبَّانِ الْمَاءَ ، وَجَعَلَ عَلِيٌّ يَغْسِلُهُ ، وَلَمْ يُرَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلم شَيْءٌ مِمَّا يُرَاهُ مِنَ المَيِّتِ ، وَهُوَ يَقُولُ : بِأَبِي وَأُمِّي ، مَا أَطْيَبَكَ حَيًّا وَمَيِّتًا...إلى آخر الحديث ) رواه أحمد في " المسند " (4/187) وقال المحققون في طبعة مؤسسة الرسالة : حسن لغيره . انظر: " الخصائص الكبرى " للسيوطي (2/469-492) ولهذا فقد أمِنَ الصحابة الكرام رضوان الله عليهم على جسده الشريف أن يتغير بسبب الموت ، وكراهة تأخير الدفن معللة بخوف تغير الميت ، أما إذا انتفت العلة فأُمِنَ التغير ، كما في جسده صلى الله عليه وسلم ، فلا كراهة حينئذ ، إذا وجدت حاجة لمثل ذلك التأخير . ثانيا : ومن الحاجات التي ربما تكون قد دعت إلى ذلك التأخير ، حرص جميع الصحابة رضوان الله عليهم على الصلاة عليه ، فقد صلى عليه جميع الناس ، الرجال والنساء والصبيان ، صلوا أرسالا - أي جماعات متفرقين -، لم يؤمهم إمام واحد ، وإنما كان يدخل الجمع منهم حجرته الشريفة عليه الصلاة والسلام فيصلون عليه فرادى ، وهذا لا بد أن يستغرق كثيرا من الوقت كي يدرك الجميع هذه الفضيلة . جاء في " موطأ مالك " (1/231) : " أنه بلغه أنه صلى الناس عليه أفذاذا لا يؤمهم أحد " انتهى. وروى ابن أبي شيبة في " المصنف " (7/430) عن سعيد بن المسيب قال : لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع على سريره , فكان الناس يدخلون زمرا زمرا يصلون عليه ويخرجون ولم يؤمهم أحد . وقد كان اختلافهم في شأن غسله صلى الله عليه وسلم ، ومن يغسله ، وأين يدفن ، كل ذلك مما يستغرق شيئا من الوقت ، ويدعو إلى بعض التأخر . بل قبل ذلك ، كان وقع هذه الفاجعة على الصحابة الكرام رضوان الله عليهم عظيما ، فلم تكد عقولهم وقلوبهم تطيق ثقل المصيبة ، حتى أنكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد مات ، وكان من الصحابة من أصمت ، ومنهم من أقعد إلى الأرض فلم يستطع حراكا ، وهكذا لم يصب الصحابة بمصاب أعظم من ذلك اليوم . حتى قال حسان بن ثابت رضي الله عنه : لقد غيبوا حلما وعلما ورحمة ... عشية علوه الثرى لا يوسد وراحوا بحزن ليس فيهم نبيهم ... وقد وهنت منهم ظهور وأعضد يبكون من تبكي السماوات يومه ... ومن قد بكته الأرض فالناس أكمد وهل عدلت يوما رزية هالك ... رزية يوم مات فيه محمد انظر: " الروض الأنف " (7/584، 602) . ثالثا : لقد اشتغل الصحابة الكرام رضوان الله عليهم بما يحفظ على الأمة أمرها وشأنها ، فدارت بينهم بعض الحوارات والاجتماعات لتحديد خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كي يوحدوا راية الأمة ، ويقطعوا على الشيطان سبيل التفرقة بين الناس ، وكي لا يخلو الناس من إمام يقيم فيهم الحق ، ويخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشؤون العظام ، وهذا أيضا استغرق بعض الوقت . وقد كان ذلك هو أهم وأعظم أمر دعاهم إلى التأخر في دفنه هذه الأيام . قال الزرقاني رحمه الله : " إنما أخروا دفنه لاختلافهم في موته أو في محل دفنه ، أو لاشتغالهم في أمر البيعة بالخلافة حتى استقر الأمر على الصديق ، ولدهشتهم من ذلك الأمر الهائل الذي ما وقع قبله ولا بعده مثله ، فصار بعضهم كجسد بلا روح ، وبعضهم عاجزا عن النطق ، وبعضهم عن المشي ، أو لخوف هجوم عدو ، أو لصلاة جم غفير عليه " انتهى من " شرح الموطأ " (2/94) سابعا : ومع هذه الأسباب والأحداث المتنوعة التي ذكرناها ؛ فإن الأمر كله يستغرق سوى شيئا من نهار الاثنين ، وليلة الثلاثاء ونهاره ، ثم دفن عليه الصلاة والسلام وسط ليلة الأربعاء ، أي إن الأمر كله لم يستغرق أكثر من (48) ساعة في أعلى تقدير ، وهذا وقت ليس بالطويل ، ولا يكاد يكفي لتحقيق جميع الأسباب السابقة . انظر " السيرة النبوية الصحيحة " (2/553-556) فكيف إذا علمنا أن كثيرا من المحدثين قالوا إنه عليه الصلاة والسلام توفي يوم الإثنين، ودفن يوم الثلاثاء ، وليس ليلة الأربعاء . فقد اختلف المحدثون والمؤرخون في اليوم الذي دفن فيه النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك على قولين : القول الأول : أنه دفن ليلة الأربعاء ، وهو الذي عليه الأكثرون ، واستدلوا لذلك بما روي عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : ( تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ ، وَدُفِنَ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ ) رواه أحمد في " المسند " (41/300) وقال المحققون في طبعة مؤسسة الرسالة : إسناده محتمل للتحسين . وذكروا متابعاته التي يحسن لأجلها . قال ابن كثير رحمه الله – بعد أن ذكر القول الثاني في دفنه عليه الصلاة والسلام يوم الثلاثاء - : " هو قول غريب ، والمشهور عن الجمهور ما أسلفناه من أنه عليه الصلاة والسلام توفي يوم الاثنين ، ودفن ليلة الأربعاء " انتهى من " البداية والنهاية " (5/292) القول الثاني : أنه دفن يوم الثلاثاء ، وقد وردت بذلك مجموعة من الأدلة والآثار ، حتى قال ابن عبد البر رحمه الله : " أكثر الآثار على أنه دفن يوم الثلاثاء ، وهو قول أكثر أهل الأخبار " انتهى من " الاستذكار " (3/56) جاء في " موطأ مالك " (1/231) : " أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي يوم الاثنين ، ودفن يوم الثلاثاء ، وصلى الناس عليه أفذاذا لا يؤمهم أحد " انتهى. وروى ابن أبي شيبة في " المصنف " (7/430) عن سعيد بن المسيب قال : " لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع على سريره , فكان الناس يدخلون زمرا زمرا يصلون عليه ويخرجون ولم يؤمهم أحد , وتوفي يوم الإثنين , ودفن يوم الثلاثاء " انتهى. وروى الترمذي في " الشمائل المحمدية " (ص/336) عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ : " تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ ، وَدُفِنَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ . قَالَ أَبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ " انتهى. وفي " شرح السنة " للبغوي (14/49): " قال عروة : توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين ، ودفن في آخر الليل من ليلة الثلاثاء ، أو مع الصبح ، وقال عكرمة : دفن ليلة الأربعاء " انتهى. وروى البيهقي في " دلائل النبوة " (7/ 256) عن الأوزاعي قال : " توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين في شهر ربيع الأول قبل أن ينتصف النهار ، ودفن يوم الثلاثاء " انتهى. وروى البيهقي أيضا في " دلائل النبوة " (7/256) عن ابن جريج قال : أُخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم مات في الضحى يوم الاثنين ، ودفن الغد في الضحى . وأما يوم وفاته فكان عندما اشتد الضحى من يوم الاثنين باتفاق المحدثين ، ورد في ذلك النص الصريح الصحيح عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال لابنته عائشة رضي الله عنها : ( فِي أَيِّ يَوْمٍ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَتْ : يَوْمَ الِاثْنَيْنِ ) رواه البخاري في " صحيحه " (رقم/1387) والله أعلم.
توقيع : Mr.ToMPleT
شكرا لك اختي سحر على التوقيع الرآئع .. تحذير : هناك من يقلد اسمي في المنتديات الاخرى ، ارجو عدم التعامل معهم فهم لا يمثلوني اطلاقا ومن يريد التواصل معي يراسلني عبر الرسائل الخاصة وهنا في الاشهار العربي فقط .
class1977
البلد : الجنس : المساهمات : 255نقاط النشاط : 265
موضوع: رد: خصوصية النبي صلى الله عليه وسلم في تأخير دفنه الثلاثاء 17 ديسمبر 2013 - 20:46
الـسـلآمـ عـلـيـكمـ ورحـمـة الله وبـركـآتـه شـكـرا علي مـجـهـوداتـكم الـجبـارة نـحـو الـمـنـتـدى وعلـى هـذا العمل الـرائـع حـيـاكـم الله وجـزاكم عـنـا كـل خـيـر عـلـى مـا أتـحـفـتـمونـا بـه اسـتـمـروا علي هدا المنوال حـتـى نـسـتـفـيـد مـنـكم أكـثـر وانْ شَاء الله دـوما هَـذا الـتـمَـيـز والـنـجَـاح والابــداع تقبلو منـي أرــق التحــايا وأعطرهــا
توقيع : class1977
Mr.ToMPleT
البلد : الجنس : المساهمات : 17412نقاط النشاط : 20097
موضوع: رد: خصوصية النبي صلى الله عليه وسلم في تأخير دفنه الجمعة 20 ديسمبر 2013 - 1:24
شكرا للمرور العطر
توقيع : Mr.ToMPleT
شكرا لك اختي سحر على التوقيع الرآئع .. تحذير : هناك من يقلد اسمي في المنتديات الاخرى ، ارجو عدم التعامل معهم فهم لا يمثلوني اطلاقا ومن يريد التواصل معي يراسلني عبر الرسائل الخاصة وهنا في الاشهار العربي فقط .
OuSsaMa BeDdAi
البلد : الجنس : المساهمات : 16334نقاط النشاط : 15810
موضوع: رد: خصوصية النبي صلى الله عليه وسلم في تأخير دفنه الأحد 23 نوفمبر 2014 - 21:36
جزاك الله خيرا وبارك فيك على هذا الموضوع الرائع
توقيع : OuSsaMa BeDdAi
Dismiss suspicion, and replace it with trust
المحترف الذهبي
البلد : الجنس : المساهمات : 28088نقاط النشاط : 24843
موضوع: رد: خصوصية النبي صلى الله عليه وسلم في تأخير دفنه الجمعة 28 نوفمبر 2014 - 14:18
جزاك الله الجنه
توقيع : المحترف الذهبي
منتداي الشخصي ( منتدى بابل )
صفحة المنتدى على فيسبوك
مصطفى ستيتان
مرشح لفريق الإشراف
البلد : الجنس : المساهمات : 10525نقاط النشاط : 6954
موضوع: رد: خصوصية النبي صلى الله عليه وسلم في تأخير دفنه الإثنين 25 أبريل 2016 - 7:24
جزاك الله خير وبارك الله فيك وجعلها في موازين صالح الاعمال
سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله - ملتقى المصمم الفلسطيني = www.paldes.net
VaMoS AmR
البلد : الجنس : المساهمات : 22620نقاط النشاط : 24228
موضوع: رد: خصوصية النبي صلى الله عليه وسلم في تأخير دفنه السبت 25 فبراير 2017 - 19:30
موضوع في قمة الخيااال
طرحت فابدعت
دمت ودام عطائك
ودائما بأنتظار جديدك الشيق
لك خالص حبي وأشواقي
سلمت يداك الذهبيه على ماخطته لنا
اعذب التحايات لك
Saya minatsuki
البلد : الجنس : المساهمات : 18035نقاط النشاط : 19149
موضوع: رد: خصوصية النبي صلى الله عليه وسلم في تأخير دفنه الجمعة 3 مارس 2017 - 19:09
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ألف شكر لكَ على هذا الموضوع المميز و المعلومات القيمة إنـجاز أكثر رائــــــع لكن أرجو منكَ عدم التوقف عند هذا الحد مـنتظرين ابداعتــــــك دمتـ ودام تألقـك
تحياتــي
Mohamed Beeto
البلد : الجنس : المساهمات : 2196نقاط النشاط : 2560
موضوع: رد: خصوصية النبي صلى الله عليه وسلم في تأخير دفنه الخميس 30 مارس 2017 - 12:12